الرؤية والقيم

المساهمة الفعليَّة في النُّهوض بالمجتمع العربي في البلاد نحو غد أفضل ومستقبل واعد.

في العام 2013 أنشأتُ معهد نهضتنا – أوَّل مدرسة لتعليم الخطابة في الوسط العربي، في حديث ذاتيٍّ مع نفسي مؤخرًا، حول الأسباب الحقيقيَّة لإطلاق معهد نهضتنا، توصَّلت إلى أَنَّ هنالك ثلاثة أسباب جعلتني أبادر وأطلق معهد نهضتنا:

أوَّلًا، الفقر..

ولا أقصد الفقر المالي، وإنَّما الفقر إلى المهارات الحياتيَّة الأساسيَّة الَّتي تمكِّن الفرد من النَّجاح على الصَّعيد المهني والاجتماعي، هٰذِهِ المهارات الّتي اكتسبتها خلال عملي.. وكان هنالك صوت داخلي أنَّ هٰذِهِ المهارات يجب أن تعمَّم على أبناء شعبي حَتَّى يتمكَّنوا من المنافسة والنَّجاح والسَّعادة..

ثانيًا، الأمِّيَّة..

ولا أقصد بالأمِّيَّة عدم القدرة على القراءة، وإنَّما عدم قراءة الكتب.. أنا إنسان قارئ نهم وأثناء قراءتي للكتب، وخصوصًا الكتب في المجالات الاجتماعيَّة والنَّفسيَّة والحياتيَّة كنت أقول لنفسي: حبَّذا لو تصل هٰذِهِ المعارف إلى النَّاس فيستفيدون منها كما أستفيد.. لٰكِنْ للأسف، مجتمعنا في غالبيَّته العظمى لا يقرأ الكتب.. فأخذت هٰذِهِ المهمَّة على عاتقي بتلخيص أهمِّ ما أتعلَّمه من الكتب وأنقله للنَّاس من خلال محاضراتي ودوراتي.

ثالثًا، الاستقلاليَّة..

بطبعي إنسان يعشق الاستقلالية، وأرى فيها مساحة أكبر للإبداع، ولم أنجح كثيرًا في أن أعمل موظَّفًا، هٰذا الجانب الأوَّل، وأيضًا كنت أرى في الجمعيَّات عمومًا، أنَّها تخدم أجندة من يموِّلها وليس بالضَّرورة مصلحة أبناء شعبي، وحتَّى إن تقاطعت مصلحة الشَّعب مع مصلحة المتبرِّع في أحيان كثيرة، إِلَّا أَنَّ ما يرجح الكفَّة في أيِّ تصادم هو أجندة المتبرِّع..

هٰذِهِ الأسباب مجتمعة، إضافة إلى أَنَّ المجالات الَّتي أعمل فيها في المعهد، تتناسب ومواهبي وملكاتي الَّتي تميِّزني، فقد استطعت أن أنجز الكثير من خلال عملي في المعهد..حيث درَّبت أكثر من 1000 شخص، تدريبًا شخصيًّا مكثَّفًا على مهارة الإلقاء.. أقمت أيضًا مئات المحاضرات في مواضيع مختلفة والَّتي حضرها عشرات الآلاف..

لقد قرَّرنا أن نركِّز في معهد نهضتنا على مهارة الإلقاء والخطابة، لكونهما أكثر وأهمَّ المهارات المطلوبة في عصرنا، على أمل أن نوسِّع عملنا إن أمكن لمهارات أخرى، لٰكِنْ حجم الطَّلب الكبير على هٰذِهِ المهارات حال دون قدرتنا أن نتفرَّع لمهارات أخرى حَتَّى الآن..

ومنذ البداية أخذنا على عاتقنا أيضًا أن يكون عملنا في الدَّاخل الفلسطيني، وبعد مرور خمس سنوات، قرَّرنا أن ننطلق في دوراتنا ومحاضرتنا وكتبنا إلى العالم العربي.

وكانت توجِّهنا مجموعة من القيم:

1.

المهنيَّة

المعهد يأخذ على عاتقه تجنيد الأكاديميِّين، أصحاب الخبرة وذوي الكفاءات المشهود لهم، ويهتمُّ المعهد بحتلنة الطَّاقم بكلِّ ما هو جديد في المجالات الَّتي يعمل بها، ويعمل أيضًا على تطوير خدماته بشكل مستمرٍّ، وعلى نشر المقالات والكتب والنَّشرات في كلِّ واحد من المجالات الَّتي يعمل بها المعهد.

2.

الموضوعيَّة

نهتمُّ جدًّا في المعهد بالتَّعامل بموضوعيَّة مع كلِّ من له علاقة بمجالات عمل المعهد، دون الحكم بناء على أفكار مسبقة، كلُّ نصيحة تعطى لروَّادنا تكون بعد أن تمَّ فحص كلِّ الاحتمالات الأخرى بموضوعيَّة تامَّة، دون التَّحيُّز لطرف معيَّن. المعهد هو مبادرة شخصيَّة يعبِّر عن رؤية شخصيَّة، ولا يتبع لأيَّة أجسام سياسيَّة أو دينيَّة، اجتماعيَّة أو اقتصاديَّة.

3.

التَّطوُّر

نواكب التَّطوُّر والاحتياجات الجديدة الَّتي تطرأ، ونطوِّر أدوات جديدة لتطوير الخدمات الَّتي نقدِّمها في كلِّ المجالات الَّتي نعمل بها، مثل تطوير ورشات ومساقات جديدة وملاءمتها لجمهور الهدف، وتطوير تطبيقات على الهاتف والحاسوب تهدف إلى التَّسهيل على روَّادنا.

4.

الأمانة

نحن نعمل بشفافيَّة تامَّة، موضوعيَّة تامَّة، ومن خلال السَّهر على مصلحة روَّادنا والاهتمام بحاجاتهم وتلبيتها على أتمِّ وجه.

5.

الخدمة

نشدِّد في معهد نهضتنا على منح الخدمة السَّريعة ذات الجودة العالية، والإجابة على كلِّ توجُّه وسؤال، وعندما يحتاج الأمر إلى استشارة مهنيَّة خارج نطاق اختصاص المعهد، فإنَّنا نسعى لتوجيه روَّادنا إلى أهل الخبرة في هٰذا  المجال.

6.

القيادة

نسعى في معهد نهضتنا إلى طَرْق مجالات جديدة وتقديم خدمات جديدة، تهدف إلى تطوير قدرات روَّادنا ومنحهم أدوات جديدة وعصرية، تمكِّنهم من مواجهة التَّحدِّيات والتَّغلُّب عليها.